روائع مختارة | واحة الأسرة | صحة الأسرة | أخصائية تغذية توضح الوقاية والعلاج لسكري الأطفال

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > واحة الأسرة > صحة الأسرة > أخصائية تغذية توضح الوقاية والعلاج لسكري الأطفال


  أخصائية تغذية توضح الوقاية والعلاج لسكري الأطفال
     عدد مرات المشاهدة: 1852        عدد مرات الإرسال: 0

حوار مع أخصائية التغذية: راندا عادل.

علاج الأمراض المزمنة عامة ومنها علاج مرض سكري الأطفال من أكبر التحديات التي تواجه أسرة المريض، حيث لا يعتمد العلاج فقط على الجانب الدوائي، وإنما يمتد ليشمل أسلوب حياته بشكل كامل، ولعل من أكثر العوامل التي تساهم في علاج مريض السكري من الأطفال الجانب الغذائي.

= هل هناك فرق بين أسباب الإصابة بمرض السكري لدى الأطفال والكبار؟

لايوجد إختلاف كبير بين السبب في إصابة الأطفال بالسكري وإصابة الكبار، ولكن قد تلعب الوراثة عاملا أكبر فى سكري الأطفال إذا كان سن الطفل صغيرا، وقد تكون العادات الغذائية الخاطئة والسمنة هى السبب إذا كان الطفل أكبر سنا.

وترجع إصابة الصغار بالسكري إلى فشل فى وظائف غدة البنكرياس، وتنقسم غدة البنكرياس إلى جزئين، جزء يقوم بإفراز عصارة فى الأمعاء للمساعدة على عملية الهضم، والجزء الآخر يقوم بتصنيع هرمون الأنسولين وإفرازه مباشرة إلى الدم حيث يتعامل مع السكر الموجود بها ويحرق جزءا منه فى الدم.

ونقص الأنسولين يسبب زيادة فى كمية السكر بالدم لأن السكر الموجود بالدم لا يمكن أن يخزن فى الكبد على هيئة جليكوجين، بل يخرج إلى البول حيث يتم الكشف عليه من خلال التحاليل الخاصة بذلك، وإذا ترك البول السكرى بدون علاج فإنه يؤثر على قدرة الجسم فى التعامل مع المركبين الرئيسين للغذاء وهما الدهون والبروتينات..

= وماهي أعراض المرض لدى الاطفال؟

مرض السكري يظهر فجأة عند الأطفال، وأصبح يصيب عددا كبيرا من الأطفال، وأول ما يظهر من أعراض المرض شعور الطفل بالعطش الشديد وزيادة كمية البول الذي يتميز باللون الفاتح.

وبعض الأطفال يعانى من القىء وآلام بالبطن حتى يعتقد أن الطفل يعانى من إضطرابات بالمعدة إلى أن يقوم الطبيب بفحص البول والتأكد من وجود السكري، وهناك أطفال يكون أول أعراض إصابتهم بالسكر الشعور بالدوخة والهذيان وفقدان الوعى، وأيضا قد يعقبه حدوث إضطرابات فى السلوك لدى الطفل.

= وهل للوراثة أو السمنة دور في ذلك؟

لكلا الجانبين دور فى ذلك، ويتعلق هذا الأمر بعمر الطفل أثناء الإصابة بالمرض، وكذلك بنوع السكري نفسه فهناك نوعين من السكري:

* النوع الأول: وفيه يكون المريض معتمد على الأنسولين فقط لعدم قدرة البنكرياس على إفراز الانسولين.

* النوع الثانى: فهو الذى يعتمد فيه المريض على الأقراص حيث أن هذه الأقراص تعمل على تحفيز البنكرياس لإفراز الانسولين أو تعمل على زيادة إستجابة الخلية للأنسولين.

والأكثر شيوعا بين الأطفال هو النوع الأول المعتمد على الأنسولين، إلا أن هناك بعض حالات الإصابة بالنوع الثانى من السكرى لدى الأطفال خصوصا فى سن العشر سنوات، والمصابين بالسمنة، حيث ينتج البنكرياس الأنسولين ولكن بسبب السمنة المفرطة الناتجة عن سوء التغذية أو خلل فى الغدة الدرقية تحدث الإصابة بالسكري ولكن هذه الحالات قليلة الحدوث.

= وهل للغذاء دور في الإصابة بسكر الأطفال؟

على الرغم من أن سكر الأطفال قد عرف منذ قديم الزمان ووصفت أعراضه وطرق علاجه إلا أنه لم تعرف حتى الآن المسببات الحقيقية له.

إن المسببات المقترحة لهذا المرض عديدة ومتعددة فهي خليط من الأسباب الوراثية والبيئية. فتلعب الوراثة دورا هاما في الإصابة بمرض سكري الأطفال حيث بينت الدراسات أن إصابة فرد في الأسرة بهذا المرض يزيد من نسبة الإصابة به في بقية أفراد الأسرة وأيضا يتضح دور الوراثة في التوائم المتشابهة حيث أنه إذا أصيب توأم بهذا المرض تكون نسبة إحتمال إصابة التوأم الآخر الشبيه عالية.

وتشمل العوامل البيئية الإصابة بعدوى البكتيريا والفيروسات فقد أوضحت الدراسات قدرة الفيروسات على مهاجمة الخلايا المفرزة للأنسولين، أو أن بعض الأجسام المضادة التي ينتجها الإنسان لمهاجمة هذه الفيروسات قد تهاجم هي نفسها الخلايا المفرزة للأنسولين.

ويلاحظ زيادة نسبة الحالات الجديدة من سكري الأطفال في فصل الشتاء حيث تكثر نسبة حدوث الأمراض الفيروسية.

ومن الأسباب البيئية الغذاء الذي قد يلعب دورا ما فيسبب سكري الأطفال، فكما هو معروف أن الغذاء والسمنة مسببات لسكري الكبار فهما يؤديان إلى ضعف مستقبلات الأنسولين، ولكن السؤال الآن عن دور الغذاء كمسبب لسكري الأطفال.

هناك العديد من الدراسات تدل على أن الغذاء قد يسبب زيادة إحتمال الإصابة بسكري الأطفال وخاصة لمن لديهم الاستعداد الوراثي لذلك ومن العوامل الغذائية المتهمة في هذا الأمر نقص فيتامين «د» في الطعام وتعرض الطفل للحليب الصناعي في مراحل العمر المبكرة وأيضاً القمح ومشتقاته الذي يؤدي إلى مايعرف بحساسية القمح والتي قد تكون سبباً في سكري الأطفال.

= الرضاعة الصناعية متهمة بزيادة السكر...مامدى صحة ذلك؟

إرتباط الحليب الصناعي وإعطائه للطفل في الأشهر الأولى من الحياة بحدوث مرض سكر الأطفال تمت مناقشته في نهاية الثمانينات حينما دلت بعض الدراسات الأوروبية على هذه العلاقة وخاصة في بعض الدول الأوروبية كالسويد وفنلندا.

فقد دلت هذه الدراسات أن التعرض المبكر للحليب الصناعي يزيد نسبة حدوث الأجسام المضادة لخلايا البنكرياس ودعت هذه الدراسات إلى الإستمرار في الرضاعة الطبيعية إلى أكثر من أربعة أشهر من حياة الطفل وأوضحت أهميته.

وننصح بأهمية الرضاعة الطبيعية لجميع الأطفال وإتمامها لعامين كما نصت الآيات القرآنية وخاصة لمن لديهم الإستعداد الوراثي لمرض سكري الأطفال وتجنب الحليب الصناعي تماما، أو على الأقل في الأشهر الأولى من حياة الطفل وأيضا تأخير تقديم المواد الصلبة الغذائية حتى عمر الستة أشهر من حياة الطفل.

= هناك اعتقاد بأن العسل الأبيض لا يسبب الضرر لمريض السكر. هل هذا صحيح؟

إن العسل يحتوي على السكر، بالإضافة إلى مواد أخرى، مثل الفيتامين ب1، ب6، ب12 وفيتامين سي، وإي، والبيوتين، ويحتوي على الكروميوم، والمنغنيز، والمغنيزيوم، والزنك، والفانديوم.

ويحتوي العسل على السكر، إلا أن العسل أحلى بثلاث مرات من السكر العادي، وهو يعطي طاقة أكثر من السكر العادي.

فمثلاً الـ30 غرام من السكر تعطي 120 سعرا حراريا إلا أننا نحتاج إلى 10 غرامات من العسل لتعطينا نفس حلاوة السكر، وهذه الكمية من العسل 10غرام تحتوي على 32 سعر حراري.

فإذا أخذت ملعقة من العسل فإنها تحتوي على 17 غراما من الكاربوهيدات -سكر ونشويات- وهي تعطي 64 سعرة حرارية، أما ملعقة السكر فإنها تعطي 50 سعرة حرارية.

فلا بأس بتناول العسل وإستخدامه بدلا من السكر، بمراعاة ما قلته في السابق، ومراعاة كمية النشويات التي يتناولها مريض السكري، وبالتالي يحسب ما يأخذه من العسل من ضمن ما يحتاجه من النشويات في اليوم.

في دراسة أجريت على العسل في المرضى البدينين وعندهم السكري، وجد أن العسل إذا إستخدم بديلاً من السكر أو المحليات -التي تستخدم لتحلية الشاي أو القهوة- فإن السكر ينضبط أكثر، وإن مقاومة الأنسجة للانسولين تقل، ومقاومة الأنسجة للانسولين تعتبر من عوامل الخطورة للبدانة وللسكري، ولأمراض شرايين القلب، لذا فمن الممكن إستخدام عسل النحل كبديل للسكر بدون ضرر ولكن مع الإعتدال حسب كمية السعرات المحددة يوميا.

= كيف للطفل المصاب بمرض السكري الإستمتاع بحياته؟

يمكن للطفل المصاب بالسكر الإستمتاع بحياته بشكل طبيعى جدا كأقرانه ولكن مع مراعاة الغذاء الصحى المتوازن والحد من المشروبات الغازية والحلويات والدهون والمقليات قدر الإمكان ومراعاة ميعاد وكمية الأنسولين المعطاه حسب إرشادات الطبيب.

ولابد من إبلاغ المدرسة بحالة الطفل المصاب بالسكري وكيفية التعامل معه، وإعطاء المعلمين الخطاب الذي يفيد إصابته بالسكري، حتى يتم التعامل مع المواقف الحرجة التي قد تحدث للطفل مثل حالات إرتفاع أو إنخفاض السكر، أو أية أعراض أخرى، كما يجب الإحتفاظ بالعلاجات المستخدمة في السيطرة على إنخفاض أو إرتفاع السكر بالدم.

ويجب تعليم الطفل عن ماهية هذا المرض بأسلوب مبسط يناسب عمره وقدراته العقلية ليساعده على التكيف والتعايش مع وضعه الصحي دون الإعتماد على الآخرين.

كما يجب التعامل مع الطفل المصاب بالسكري بشيء من التوازن فلايجب تدليله بشكل كبير حتى لايفسد الطفل أو يصبح كثير الإعتماد على غيره أو أنانيا كما يجب عدم إهمال الطفل أو التعامل معه بشيء من اللامبالاة الأمر الذي ربما يودي بحياة الطفل.

= كيف يكون غذاء الطفل المصاب بالسكر بنوعيه الأول والثاني؟

ـ تقسيم وجبات الطفل بحيث تكون 5-6 وجبات صغيرة في اليوم 3 وجبات رئيسية ووجبتين خفيفتين.

ـ تناول الطعام من كافة المجموعات الغذائية الخمس بكميات كافية، وتشمل النشويات والبروتينات والفواكه والخضار والحليب ومشتقاته.

ـ تناول الكربوهيدرات المعقدة كالخبز الأسمر والأرز البني والبقول وحبوب الشوفان لأنها تحتوي على الألياف التي تساعد في التحكم في سكر الدم.

ـ تناول الفواكه الطازجة بدلاً من العصائر.

ـ التقليل قدر الإمكان من السكريات والحلويات والمشروبات الغازية والأطعمة المقلية والوجبات السريعة.

= ما دور الرياضة في حياة الطفل المصاب بمرض السكر؟

للرياضة دور هام جدا فى المحافظة على معدل السكر فى الدم وكذلك فى تحسين الحالة الصحية للطفل والتحكم فى الوزن، لذلك من الضرورى جدا للآباء أن يهتموا بممارسة الطفل المصاب بالسكر للرياضة ولو بسيطة يوميا بشكل منتظم.

= الآيس كريم والحلويات.. هل يستطيع الطفل المصاب بمرض السكر تناول تلك الأطعمة؟

يمكن تناول الآيس كريم والجلى المعد منزليا مع مراعاة كمية السكر المضافة له وعدم الإكثار من تناول الحلويات الدسمة، والتي تحتوى على قدر كبير من السكريات كالحلويات الشرقية والشيكولا وكذلك المشروبات الغازية.

حوار: بدرية طه.

المصدر: موقع رسالة المرأة.